الحمد لله الذي جعل الكعبة البيت الحرام قياما للناس وأمنا، وجعل أفئدة الناس تهوي إليه والمؤمنين يؤمونه أمَّا. والصلاة والسلام على خير من مشى، بين الحطيم وزمزم وطاف وسعى، ونال في هذه البقاع الشريفة ما تمنى , وعلى آله الطيبين، وأصحابه الغر الميامين، ما هبت الصبا وما ساجع غنى.

أما بعد: فمما لا يخفى على طلبة العلم وأهله، ما لمكة المكرمة - شرفها الله - من المكانة والمنزلة في قلوب المؤمنين، فهي مغناطيس القلوب، وعند البيت الحرام فيها تسكب العبرات وطلبا لمحو الخطايا والذنوب , ومن منن الله العظيمة علينا في موسم العشر الأواخر من شهر رمضان - في كل عام - اجتماع شمل من الأحبة في الله، من أهل العلم وطلبته ومحبيهم والدعاة إلى الله عز وجل في صحن الحرم المكي الشريف، تجاه الكعبة المشرفة، لمدارسة العلم، ومذاكرته، وتعلمه وتعليمه [ من أهل الحرمين الشريفين، ومن البحرين، والكويت، ولبنان، وأمريكا، والمغرب.. وغيرها من البلدان إخوة متحابين، وأخلاء متآلفين ]

وقد استمر ذلك - بفضل الله تعالى - سنوات عديدة، ومدة مديدة، نسأل الله تعالى المزيد من فضله, وتوفيقه، وتأييده, وقد كانت مكة المكرمة - ولا زالت بحمد الله - موئل العلماء، ومجمع الفضلاء, وملتقى الأتقياء, يلتقي فيها أهل المشرق بأهل المغرب، والعجم بالعرب - والعكس- يأخذ بعضهم العلم عن بعض، وتتصل أسانيدهم، ويلحق الخلف بالسلف

فكم من حلقة عقدت في صحن هذا المسجد المباركة , وكم من دروس ألقيته , وكم من روايات اتصلت وتسلسلت , وكم من قراءات ضمبطت وتواترت , وكم من فتاوى أفتيت، لحل عويصة أو فك معضلة , وكم من مخطوطة نفيسة نسخت وخدمت , وخاصة بعد أن قام أولياء الأمور في بلاد الحرمين الشريفين بتهيئة جميع وسائل الراحة والأمن التام للطائفين والعاكفين والركع السجود، جزاهم الله خيرا، ووفقهم للمزيد من الأعمال الصالحة، والخدمات الجليلة لحجاج بيت الله الحرام.

وفي هذا العام المبارك - أعني عام 419 اهل - أشار علينا الأخ المحب في الله فضيلة الشيخ المحقق والبحاثة المدقق - تفاحة الكويت ودرتها- محمد بن ناصر العجمي، لا زالت إفاداته تترى كالمطر الوسمي - وهو من أوائل رواد هذه المجالس المباركة، بل قطب رحاها - بأن نقوم بإحياء سنة العرض والمقابلة مع قراءة الكتب النافعة، والمخطوطات النادرة، بغية إعدادها للطبع والنشر- بعد ذلك- لدى دار البشائر الإسلامية ببيروت، ليعم نفعها، وينتشر خيرها.

ولقد كان الأخ الكريم الأستاذ المتفتح رمزي دمشقية، صاحب هذه الدار [ دار البشائر الإسلامية ]، من رواد هذه المجالس المباركة أيضا والمشاركين فيها، فقد رحب بهذه الفكرة، وبادر بالموافقة على إصدارها في سلسلة تحمل عنوان: لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام

هذا، ونسأل الله تعالى المزيد من فضله، وأن يجمع شملنا - وإخواننا وأحبابنا - دائما على خير، وأن يوققنا لما يحبه ويرضاه. كما لا يفوتنا أن تتقدم بالشكر الجزيل، والثناء العاطر إلى أهل الخير والفضل من الفخار وأبنائهم الذين بادروا للمساهمة في هذا المشروع وتيسير طباعة كتبه. بارك الله لهم في أموالهم وذريتاتهم، وحققنا وإياهم للمزيد من فضله، إنه جواد كريم تم رحيم. ونسأله تعالى أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم يوم ا لقيا من. آمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

قاله وكتبه الفقير إلى الله تعالى نظام محمد صالح يعقوبي بالمسجد الحرام تجاه الكعبة المكرمة 23 رمضان المبارك 1419 هـ

السبت، 4 أغسطس 2012

الرسالة (80) / إجازة الشمني لأبي سعيد السلاوي وولده

إجازة الشمني لأبي سعيد السلاوي وولده, للحافظ العالم أبي شامل محمد بن محمد بن حسن الشمني التميمي الداري الإسكندري المالكي / ت 821 هـ

دار البشائر الإسلامية دمشق, سلسلة لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام 1426 , المجلد 7 الرسالة 80, دراسة وتحقيق الحسين بن محمد الحدادي
ـــــــــــــــــ
مواد للتحميل :
ملف بدف /  الكتاب

ليست هناك تعليقات: